
جامع ابن طولون لم يشهد الجماعة منذ قرون ، حيث ناله الإهمال بعد زمن غير بعيد من وفاة منشئه ، أحمد بن طولون
وبرغم ما قد أنفق على بناؤه ، وباعتبار مساحته الضخمة ، فضلا عن تهدم وإعادة بناء غالب الأبنية المحيطة به ، الا أنه بقى قائما وفارغا ومظلما بغير مصلين لقرون عديدة ، ولعل السر يكمن في تقنين الأرض التي أقيم عليها وربط أوقاف لها ، والقاعدة الإسلامية لا تبيح استخدام أراضي المساجد لأي غرض أخر
ويعتبر البعض أن أبن طولون كانت شرسا سيء الخلق والمعاشرة مما جعل الناس تنفر مما يذكرها به ، والنص التالي يتحدث عن وقائع موته:
” و مرة أخري عاني الروم من هزيمة كارثية قرب طرسوس علي أيدي قوات بن طولون حيث تحدثت الأنباء عن سقوط ما لا يقل عن ستين ألف نصراني غير سبب غنائم ثمينة من الذهب و الفضة و صلبان مزخرفة بالجواهر و أوعية مقدسة و أردية كهنوتية بالإضافة إلي خمسة عشر ألف جواد و بلغ إبتهاج الخصيّ الذي كان علي رأس الجيش المنتصر مبلغاً جعله يتخلص من تبعية سيده فأضطُرَّ بن طولون بالزحف بنفسه لإخضاع نائبه و كان الشتاء قارساً حين أقام خصمه سداً علي النهر تسبب في إغراض الأراضي بالماء و أوشك أن يُغرِق الجيش المُحَاصِر في أََذِنَة عندئذ إضطر إبن طولون للإنسحاب إلي أنطاكية حيث شرب الكثير من اللبن علي أثر ما شعر به من الجوع و إجهاد في المعركة مما أسفر عن مرضه بالديزنتاريا ( الزُّحار) { الإسهال الشديد} ، فحُمِلَ إلي الفسطاط حيث إزدادت حالته سوءاً.
و قد كان الأمير الشرس في مرضه مصدر فزع لأطبائه فقد رفض أن يتبع أوامرهم و لم يلق بالاً للحِمية الغذائية الموضوفة لعلاجه ، وحين زادت علته أطاح برؤوسهم أو جلدهم حتي الموت في حين ذهبت سُدي صلوات المسلمين و اليهود و النصاري من أجل شفائه هكذا لم ينقذه القرآن و لا الإنجيل و لا التوراة من حلول أجله فتوفي في ذي القعدة 270 ه / مايو 884 م قبل أن يبلغ الخمسين من عمره “
تاريخ مصر في العصور الوسطي – ستانلي لين بول