الكومينكا هي بيوت قديمة تم بناؤها طبقًا لقواعد البناء #اليابانية القديمة وليس غريبًا أن تصادف واحدًا منها ويكون عمره أكثر من 100 عام. هذه المنازل تتم صيانتها وتتوارثها الأجيال بل ويحظى بعضها بقيمة كبيرة حيث تم اعتباره ضمن الإرث الثقافي #الياباني.
وهناك عدد كبير من هذه الأبنية المسماة كومينكا تم تجديد حالتها وتحويلها كمقاهي أو مطاعم ولعل ذلك لأنها بجذورها الضاربة في عمق التاريخ تبعث في النفس شعورًا بالراحة والسكينة، وفي أماكن كثيرة خاصةً في المناطق الريفية التي يتضاءل عدد سكانها يومًا بعد يوم نجد الكومينكا تعد حافز على تشجيع السياحة في المنطقة، فعلى سبيل المثال نجد منشآت كومينكا التي تحولت إلى فنادق في قرية أوتشياي بوادي إيا في محافظة توكوشيما، هنا نرى أن منظر القرية الجبلية القديمة لم يتغير عبر العصور وبينما عادت تلك المنازل التقليدية بأسقفها المصنوعة من عشب البراري اليابانية أو غير ذلك للميلاد من جديد كأماكن جديدة للمبيت (فنادق) تزداد شعبيتها يومًا بعد يوم كوجهات مفضلة للسياحة.
ضع قدمك داخل الكومينكا فتجد نفسك في مكان توقف عنده الزمن، هنا تقف أضواء الشمس على الحافة الخارجية للحجرات تاركة الجزء الداخلي سابحًا في الظل ونجد اللون الطبيعي الخافت للأعمدة والكمرات والحوائط الطينية بينما تلمع الأرضية بلون أسود لامع، وتؤدي التهوية الجيدة للحجرات إلى سريان هواء بارد طبيعي إلى داخلها فيشعر النزلاء بالراحة والاستجمام.
ويعد الموقد المحفور والمسمى «إيروري» هو قلب الكومينكا الأساسي وهو عبارة عن مربع محفور قليلًا في الأرضية ومحاط بجدار من مزيج الطين والأسمنت لصنع مكان يتم فيه إشعال النار بالحطب أو الفحم، وحول هذا المكان تتجمع الأسرة للتدفئة وتناول الطعام.
في الماضي كان يتم إشعال النار طوال العام ففي موسم الأمطار كانت النيران تعمل كمزيل للرطوبة وفي الصيف كانت تخلق مجرى هوائي يدخل النسيم البارد عبر النوافذ، كما أن الدخان المتصاعد كان يجعل قش السطح أقل تعرضًا للبلل أو سكن الحشرات، فحقًا كان اليابانيون القدماء يعرفون جيدًا كيف يصنعون بيوتًا مريحة تصمد لفترات طويلة من الزمن.
ولا شك أن الكومينكا لم تعد اليوم مجرد بيوت قديمة فهي الآن مجهزة بأدوات كهربائية مثل أجهزة المطبخ العصرية والحمام والتكييفات، إنها فنادق تمزج بين سحر التاريخ والقدر الكافي من وسائل الراحة الحديثة، لتوفير أقصى حد من الاسترخاء، وتلك هي الكومينكا أو البقعة المثالية لتأمل المناظر الريفية واسترجاع الحياة التاريخية القديمة بينما تتمتع بالطعام المحلي للمنطقة فتستعيد في هدوء صحتك الجسدية والذهنية.