الصورة لحزام أو طوق من النحاس يحيط ببدن عمود رخامى فى موضع التقاءه بتاج العمود بأعلاه ، ترى ما هو سر هذا الطوق النحاسى الذى درجت العين على مشاهدته دون أن تنتبه الى السر والمغزى من وجوده ؟
يذكر د محمد مصطفى نجيب فى العمارة فى عصر المماليك – من كتاب القاهرة تاريخها فنونها آثارها –
( يتكون العمود عادة من ثلاثة أجزاء : قاعدة وبدن وتاج يعلوه ” طبان ” وهى قطعة خشبية تعتبر وسادة ترتكز عليها رجل العقد وتركب الأجزاء الثلاثة متتابعة فوق بعض وتكون شكل العمود النهائى ، وهذا يتأتى بوضع قطع خشبية فى مواضع التقاء البدن بالقاعدة والتاج ثم يصب الرصاص السائل فيؤدى هذا الى تحلل أجزاء من الخشب وتماسك ما تبقى منه مع الرصاص ، ثم يوضع حزام من النحاس فى مواضع التقاء الكتل الثلاثة السابقة ) .
ويرجع العلة فى وجود هذا الطوق النحاسى – والحديث للدكتور عاصم محمد رزق فى الفنون العربية الأسلامية فى مصر – لتغطية هذا اللحام من الرصاص المنصهر بين البدن وكلا من القاعدة والتاج حتى لا يكون اللحام فيه ظاهرا ….
ابوالعلا خليل
Subscribe
Login
0 Comments